نزلاء دار الرعاية الإجتماعية.. عجز جسدي وحرمان عاطفي
تعد دار الرعاية الاجتماعية في عنيزة من المؤسسات التي تقدم خدماتها لفئة عزيزة على مجتمعنا المتماسك والمترابط، حيث تقدم خدماتها لكبار السن والمقعدين نزلاء ما يطلق عليها عامة الناس ((دار العجزة)) .
داخل الدار وجدنا مسنين اختلفت أمزجتهم وإن تقارب سنهم، يقول العم هزاع ثنيان الحربي الذي يناهز 70 عاما، ويعاني من ضعف في السمع وكذلك الذاكرة، بدأت الصيام وعمري 10 سنوات، وجئت إلى هذه الدار وعمري 40 عاما، ويقول كانوا يشربون في رمضان عصير يسمى (قمر الدين) وهذا المشروب لا يزال موجودا في بعض مناطقنا، وتختلط أوراق العم هزاع، فيقول كنا نتنقل ونتعب في الصيام يقصد (الترحال والتنقل) وكنا نسرح بالغنم، مشيرا إلى أنهم كانوا يتناولون التمر والماء، ثم يقول إن إخوته كانوا يزورنه قديما أيام العيد ويصومون معه الأيام الستة سويا، لكن وحسب إشارة أحد العاملين بالدار فإنه وحيدا وقد رحل إخوته عن الدنيا.
على الجانب الآخر حدثنا العم: عوض سالم المطيري مقعد على كرسي متحرك فيقول: بدأت الصيام وعمري 12 عاما، وقد دخلت الدار قبل 26 سنة أي في عام 1404هـ ومنذ ذلك الوقت لا يستطيع السير إلا مستخدما الكرسي المتحرك، وأن أهله متواصلون معه من خلال الزيارة والاتصالات الهاتفية.
وذكر العم المطيري، أن الأطباء نصحوه بعدم الصيام لصعوبته على صحته، وفي السنوات الخمس الأخيرة توقف عن الصيام نتيجة لوضعه الصحي، ويتذكر عوض أنه قبل 46 عاما كانوا لا يعلمون عن دخول رمضان إلا عن طريق الراديو وكان الراديو موجودا بقله فهو يوجد عند بعض الناس والذي لا يوجد عنده راديو قد يعلم متأخرا بدخول رمضان، مشيرا إلى أنه وعائلته كانوا يعيشون في البر ولا يسمعون لا المدفع ولا راديو وكان مأكلهم التمر والإقط والسمن ولا نعرف العصيرات أو المشروبات سوى اللبن أو الماء | 