عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2010, 06:43 PM   #1 (permalink)
.:: عضـو جـديد ::.
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 8
معدل تقييم المستوى: 0
عبدالهادي is on a distinguished road
افتراضي التعـلـم مـن الأخـطــاء!!

التعـلـم مـن الأخـطــاء:

الإنسان كثير الوقوع في الخطأ نتيجة إرهاق، أو إهمال، أو جهل، أو نسيان، أو ضعف في القدرة، أو في الخبرة، وإذا علم المرء أنه أخطأ هدفه، وضل طريقه، ثم لم يغير وسيلته ليتجه نحو الصواب والسداد، فماذا تنتظر منه وماذا تنتظر له؟ إن هذا الإخفاق قد يكون من الأسباب الرئيسة لبعث الخوف من المستقبل في النفس، بحيث يحجم الإنسان عن كل مشروع جديد، أو عن كل تجربة مفيدة، لأن النتائج التي يرغب فيها غير مضمونة التحقيق، وليس هذا دأب الناجحين الذين يخطئون ثم يصححون، ويتعثرون ثم يقفون، وتوضع العراقيل في طريقهم فلا يتوقفون، لأنهم دائمو التصحيح لحركتهم، والتجديد لقدراتهم، وهذا يمدهم بمدد جديد من النشاط والحيوية يجعلهم يرون الأهداف البعيدة قريبة، والصعاب الكثيرة قليلة.
إنه الأمل الذي يجعل أصحابه يعتبرون الفشل في الحياة مجرد خبرة تعليمية أو مجرد تحديات لتعديل منهجهم في الحياة، فليس الفشل مرتبطاً بذات الأشخاص الفاشلين، ولكنه مرتبط بطريقتهم في حياتهم، فإذا أثبتت الطريقة فشلها، وحققت الإخفاق لأصحابها، فما الذي يمنع من تغييرها، أو تصحيح عوجها الفكري أو السلوكي؟ إن سبب الفشل قد يكون كامناً في التصرفات الشخصية "كالخمول والكسل وضعف الهمة وفتور العزيمة،وقد يكون الفشل في ظروف البيئة التي يعيش فيها الإنسان، وحينئذ فإن عليه أن يستفيد من هذه الظروف بحيث لا يصطدم بها في طريق الوصول إلى الهدف، إن لم يستطع أن يجعلها مساعدة له في تحقيق هذا الهدف، ولكي يتمكن من ذلك، لابد من معرفة الإجابة عن الأسئلة الآتية:
1 ـ ما الشيء الكبير في هذه المشكلة؟
2 ـ ما الشيء الناقص فيها؟
3 ـ ماذا يمكن أن أفعل حتى أحول المشكلة إلى الصورة التي أريدها؟
4 ـ ما الذي يجب التوقف عنه لتحويل المشكلة إلى الصورة التي أريدها.
5 ـ كيف أجعل المشكلة التي أحاول حلها لا تؤثر على معنوياتي أثناء الحل؟
وينبغي ونحن نحدد أبعاد هذه المشكلة، من خلال إجابة الأسئلة السابقة، أن نبتعد عن التفاصيل والجزئيات، وأن نركز على الأمور الجوهرية الكلية، التي لا يمكن الاستغناء عنها، حتى لا تتشعب بنا السبل، فتتبعثر الجهود، ويطول الأمد، ونصل إلى النجاح والتغلب على الأخطاء بعد مضي الأوان.
فلتكن لك ـ يا أخي ـ وقفة مع النفس، تمنع فيها تسلسل الأخطاء، وتوقف تيار الانحدار، وتبدأ الصعود من جديد.
عبدالهادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس