الموضوع: قصصة المخدرات
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2010, 10:46 PM   #1 (permalink)
.:: عضـو جـديد ::.
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
عذال منيف الزبني is on a distinguished road
افتراضي قصصة المخدرات

<TABLE cellSpacing=0 borderColorDark=#000066 cellPadding=0 width="100%" bgColor=#eef7f7 borderColorLight=#000066 border=1><TBODY><TR><TD width="80%" bgColor=#000066>
لماذا قتلت أمي يا أبي
</TD><TD width="10%" bgColor=#000066>
-
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%" colSpan=3><CENTER></CENTER>أقبل ووجهه يتهلل سروراً ، الهدايا قد سبقته ...
احتضن ابنائه وقبلهم واحداً تلو الآخر ... منحهم حباً عظيماً يفوق ما تعود أن يمنحهم إياه في كل يوم ، تحلقوا حوله يشاهدون ما أحضره لهم ...
أقبلت الأم لتشاهد هذا المشهد ...
ارتسمت على شفتيها فرحة عظيمة ...
" الله لنا " هكذا رددت ، تخاطب وجدان زوجها الذي ألتفت إليها ، قائلاً : أنت الخير والبركة فلولاك لم نصل إلى ما وصلنا إليه ...
أندفع الصغار نحوها ، ماما انظري ماذا أحضر لنا بابا ؟...
ما شاء الله ، لم ينته الشهر ، هذه ليست عادتك !...
أقبل نحوها ، أمسك بيديها ضمهما إليه ...
شعرت حينها بأنها تحلق في سماء السعادة ...
سرت في جسدها حرارة الحب والمودة ...
أغمضت عينيها ، وأصغت بكل جوارحها تنتظر كلماته ...
حبيبتي لقد تمت ترقيتي إلى مدير ...
لم تدر بأيهما تفرح ؟ بكلمة حبيبتي أم بترقية حبيبها ؟...
كل واحدة تستحق الفرح ...
مبارك همست بها ، همت بأن تحتضنه ، شعرت بالحياء من أطفالها الذين وقفوا يشاهدونهما ، كررت كلمة مبارك مرات عديدة قبل أن تقول : أنت تستحق كل خير ...
وقبل أن تنتهي من حديثها قاطعها بكلمة ( لكن ) ...
تعثرت الكلمات في فمها لم تستطع أن تنطق ، شعرت بالخوف من ( لكن ) ...
استمر في كلامه : لكن لن نبقى هنا ...
قالت : سنغادر مدينتنا التي أحبتنا وأحببناها ...
ونفارق هذه الدار التي جمعتنا طيلة تلك الأعوام ....
شعرت بالندم ، لأنها أظهرت الألم ، وعادت تقول : إن المكان والزمان يكتسبان الجمال بوجودك معنا ، و سعادتنا بوجودك معنا ...
ابتسم ابتسامة أشرقت لها الدنيا ....
نسي كل شيء حوله ، غاب لحظة عن الوعي ، وعندما أفاق وجد نفسه وزوجنه والأبناء في حضن لا تعرف أوله من آخره ...
مسح دمعة جرت على خد زوجته ، قالت وقد خنقته العبرة : إنها دموع الفرح ...
(*؛*؛**؛*؛*؛*)
انتقلت الأسرة إلى المدينة الجديدة ...
وهناك تحول الموظف إلى مدير ، تغير الحال بالنسبة له ...
قرر أن يتخذ السياسة التي يحبها من مديره السابق ....
ترقب من الموظفين ، لازم الصمت كثيراً ...
بدأ يتأقلم مع الوضع الجديد ، شعر بالنجاح في عمله ...
الآداء الوظيفي تحسن ، عبارات الثناء أصبحت تلاحقه ...
بدأت الدعوات تنهال عليه ، الكل يجامله ويتودد إليه ...
تردد كثيراً ، فضل البقاء مع أسرته ...
رفقاء السوء تجمعوا من حوله ، يزينون له السهر ، وفي كل مرة تبوء محاولاتهم بالفشل ...
لم يفقدوا الأمل في إقناعه ...
كلمات قصيرة التردد بدأت تتسرب إلى أذنيه ...
مجرد عشاء ... سهرة ودية ... جرب لن تخسر ... إنها مرة واحدة في الأسبوع ...
بدأ يضعف أمام سيل الكلمات المتدفق ...
لم يعد يرفض ، صار يتعذر ...
دب اليأس إلى قلوبهم ، وفقد الأمل أكثرهم ، أطلقها أحدهم وكان أقربهم إليه مدوية : هل تريد أن نستأذن لك ...
شعر بالغضب الشديد ، لكنه أخفى غضبة بضحكة ، ثم قال : لا بأس سأجرب هذه المرة ، وإذا لم يعجبني سأغادر المكان فوراً ...
ألقى أحدهم إليه بكرت وقال : هذا اسم الاستراحة والعنوان بالخلف ...
أمسك أحدهم بالكرت ومزقه ، ثم قال : يا رجل أنا من سيقوم بمرافقة المدير إلى الاستراحة ، وإعادته إلى المنزل ...
شعر بالزهو والعجب ، ثم قال : هكذا أوافق وبدون شروط ...
(*؛*؛**؛*؛*؛*)
وقفت على الباب تودعه ، همست له " أنتبه على نفسك " ، تغير وجهه قليلاً فهو لا يحب أن يسمع هذه الكلمات منها ، صوت منبه السيارة جعله يسرع ، فأنقذ المسكينة التي شعرت بالندم فهي تعلم بأنه يغضب من هذه الكلمات ، هي لا تدري كيف انطلقت ، لكن الشعور بالخوف عليه جعلها تنطلق ...
ركب السيارة التي انطلقت إلى الاستراحة ، كما كان يتوقع كان الاحتفاء به كبيراً ، فقد تصدر المجلس ، رغم وجود عدد لا بأس به منه المدراء ، شعر بالحرج في أول الأمر ، ومع الوقت بدأ الحرج يتلاشى ، تناول الجميع العشاء ، نظر إلى رفيقه ، أشار بيده ، رد عليه : لا زال الوقت مبكراً والسهرة لم تبدأ بعد ، نشرب الشاهي أولاً ، الحياء منعه من الاصرار ، جلس يشرب الشاهي شعر بطعم غريب لكن الجميع يشرب ، قال لنفسه : كوني طبيعية لماذا هذا التوجس ، قدم له أحد الحضور سيجارة ، رفض وقال : أنا لا أشرب هذا النوع ، جرب لن تندم ، رددها عدد من الحاضرين ، تردد قليلاً ، أبصر صديقه الحرج الذي أصابه فكر في إخراجه منه فقال : ما رأيك لو نمشي ، استعاد توازنه عندما سمع هذه الكلمات وقرر أن يظهر الشجاعة فقال : لا زال الوقت مبكراً ، تناول السيجارة التي رفضها فنظرات السخرية من الحاضرين لابد من الرد عليها عملياً ...
شعر بعدها بالرغبة في الضحك ، لكنه شعر مع ذلك بأنه لم يفقد عقله كلياً ...
مضت تلك الليلة وعاد إلى المنزل ، الجميع نائم ، والزوجة المسكينة تظاهرت بالنوم حتى لا يعاتبها على تلك الكلمات التي نطقت بها عند خروجه ...
(*؛*؛**؛*؛*؛*)
مر الأسبوع ببطءٍ شديد ، أصبح ينتظر نهايته بفارغ الصبر ، طلب منهم إدراج اسمه بين المشاركين ، فتوالت السهرات خارج المنزل ، تعود على تعاطي الحشيش ، تحول المنزل إلى سجن ، غابت عنه الابتسامة ، أصبح الصغار يتساءلون متى يأتي أخر الشهر ...
مضى في ذلك الطريق المظلم ، إلى أن جاء اليوم الذي قرر أن يخوض تجربة الهيروين ، فقد مل من الحشيش ، الذي لم يعد يمنحه السعادة المزعومة التي كان يشعر بها ، استنشق الجرعة التي وضعت له ، لم يتحملها سقط على الأرض مغشياً عليه ، نقله رفقاؤه إلى المنزل ، وهناك سكبت الزوجة المسكينة الدموع على زوجها ، وراحت تتوسل إليه وترجوه أن يعود من هذا الطريق المظلم ، أن يعود الزوج الحنون والأب العطوف ، والمدير الرائع ، لكن تلك الكلمات كان يراها قد ألبست جناحان وطارت بعيداً عنه ...
وبدأ رحلة الإدمان والهيروين ، خسر كل شيء ، الغياب باستمرار ، تدهور في الوضع الإداري للشركة ، أبناؤه فقدوه لم يعد يراهم ويجلس معهم ، يأتي بالليل وقد ناموا فينام وعندما يستيقظ يذهب ولا يعود إلا لينام ، تدهورت صحته ، غابت بسمته ...
الزوجة المسكينة تصبر و تحتسب ، الدعاء كان سلاحها ترفع في كل حين ، تسهر بالليل حتى يعود ، تساعده ليصل إلى الغرفة ، تقف على رأسه تتذكر تلك الأيام فتجري دمعتها على خدها وأحياناً تشهق بالبكاء حتى يستعجم لسانها ....
وفي الصباح يلتف ابناؤها حولها ، يكررون السؤال : متي يأتي آخر الشهر ، فتترقرق الدموع في عينيها ، وتقول : أدعوا الله يا أبنائي ، فيرفع الصغير كفيه الصغيرتين ويقول : يارب ، فهي الكلمة التي يحسنها ، فتحتضنه الأم بقوة تخفي بكائها ودموعها ، حتى يصرخ من الألم ، تحاول بعدها أن تلهيهم بلعبة أو هدية أحضرتها منذ فترة ...
(*؛*؛**؛*؛*؛*)
ظلام الليل يزداد ، ولحظات السحر تقترب ، عاد جسده أما روحه فقد اختطفتها المخدرات ، أوقف السيارة أمام المنزل ، أخذ يبحث عن المفتاح ، عانى كثيراً حتى يتخلص من حزام الأمان ، رفع بصره باتجاه نافذة غرفة نومه ، لم يرتد طرفه ، رأى ظلاً لإنسان يتحرك ، مكث يراقب الموقف لحظة ، استولى الغضب عليه ، همس بصوتٍ ضج له صدره ، الخائنة تخونني في بيتي ، فتح درج سيارته أخرج مسدسه ، أسرع نحو المنزل ، فتح الباب بهدوء شديد ، توجه نحو غرفة النوم ، فتح الباب ، وأطلق رصاصات لا يعرف عددها باتجاه الجسد الذي سقط على الأرض ، سار نحوه ، فوجد زوجته صريعة تتشحط في دمائها ، تعانق سجادتها التي كانت تصلي عليها ....
صرخ بقوة لقد قتلتها ، أنا قتلتها ، أنا الخائن ، أنا المجرم ، أنا قتلتها ، أخفى وجهه بين يديه وبكى كطفلٍ صغير ، استيقظ الأبناء ، أسرعوا نحو الغرفة ، ليشاهدوا أمهم في لباس الصلاة والدماء تنزف منها ، قد شخصت عيناها إلى السماء ، والنور يشع من وجهها ، ألقوا بأجسادهم عليها يبكون ، ينادونها ماما ، عودي ياماما لا نريد آخر الشهر أن يأتي ، أما الصغير فراح يدور حول والده الذي أصابه الذهول ويردد يارب ، يارب فقد علمته أمه أن يردد يارب كلما بكى إخوته...

</TD></TR></TBODY></TABLE>
عذال منيف الزبني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس